تلوث الهواء والسرطان


 المصانع الكيماوية الكبرى تنفث سمومها في الهواء، وتفرز ملوثاتها في مياه الأنهار والبحار، مسببّة تلوثاً فـي الهواء والماء والتربة. ففـي العاصمة الإيرانية طهران ـ كما ورد في إحدى التقارير ـ يستنشق كل فرد من الملوثات الموجودة في الهواء ما يعادل (7) سيجارات في اليوم الواحد. وفـي بومباي الهنديّة يستنشق كل فرد ما يعادل عشرة سيجارات في اليوم الواحد. 

وينشـأ نتيجة التلوث بالغازات الأمراض المستعصية كالسرطان وضيق التنفس وانسداد الشرايين، كما إنها مهّدت لأمراض أخرى.

وتأتـي عوادم السيارات من الأسباب المهمة لتلوث الهواء، فكمية الغاز الناتجة من (1000) سيارة تعادل (4) أطنان من الملوثات، وهو رقم كبير وخطير، لأنه موجـب للكثير من الأمراض والأوبئة. وعندما نرفق بأسباب التلوث التي ذكرناها تدخين السجائر، فإن المشكلة تبدو أكثر تعقيداً.

وإذا أخذنا مدينة القاهرة كمثال للمدن المزدحمة، نجد أن الأعداد المسجلة من السيارات عام 1969 هو 85800 سيارة، ارتفع عددها ليصل عام 1974 إلى 133500 سيارة ، وتصل الآن إلى أكثر من 650ألف سيارة، تستهلك حوالي 1.25 مليون طن بنزين وتنتج حوالي 100 ألف طن نواتج الاحتراق أما عن أضرار نواتج الإحتراق  على الإنسان فإن غاز أول أكسيد الكربون يزداد تركيزه في الدم فيعطل نقل الأكسجين للأنسجة حيث يسبب حالات دوار وإغماء ، وبالتالي يقل نشاط الإنسان وإنتاجه ، وذلك بجانب الأضرار الصحية التي قد تصل إلى حد تسمم الدم، وهذا بالإضافة إلى خروج الرصاص الذي يعد ساماً للنباتات والكائنات الحية، حيث يؤدي إلى تعطيل الإنزيمات وبالتالي يسبب فقر الدم ، وحالات التخلف الدراسي عند الأطفال لتأثيره على المخ.

كما يحتوي عادم السيارات على أكاسيد نتروجينية تسبب أمراضا صدرية ، أما الهيدروكربونات فتكون ما يسمى بالضباب الكيموضوئي،كما أن الدخان وبعض الهيدروكربونات تسبب مرض السرطان للإنسان .

وتعدّ الإنبعاثات من احتراق وقود الكتلة الحيوية ولا سيمـا في المناطق الريفية في البلدان النامية وهي مصدرا رئيسيا من مصادر تلوث الهواء الداخلي وأهـم تأثيراتها السلبية الـتي تم تحديدهـا كمرض الانسداد الرئوي المزمن والسرطان الأنفي ولبلعومي.

ويحدث أيضا تلوث الهواء عند زيادة تركيز غاز الرادون به . وغاز الرادون غاز خامل , عديم اللون و الرائحة و له نشاط إشعاعي ولذلك يتحلل بانبعاث جسيمات ألفا المشحونة إلى نواتج صلبه تسمي ببنات الرادون.